شاعر مصري يقول جافانى النوم فعصيته ولو كان رجلا لقتلته


تحب وتعشق مثل الربيع
تزين بالزهر والياسمين
فأنت كما أنت في قلبك
تعشق حينا وتنكر حين
أنت  وأنت
إلى شاطئيك
سأرسو بحلمى



فهل من سفين *** ؟

قال لى ذات يوم :-
        جافانى النوم فعصيته ولو كان رجلا لقتلته
              فرددت تلك الكلمات
                  قالت شهرزاد ( الليلة الاولى )
إهدأ قليلا يافتى
أراك الان تظلمه
هذا الصباح وقد أتى
يشكو لى أنك تسئمه ** النوم جاءنى باكيا **
فمن التمتع بالحياة الدافئه
فى عينك تحرمه
نسبت إليه أحزانا
وصرت بسوط من العصيان تؤلمه
فلا هو يحمل الاحزان
ولا انت ترفع راية العصيان
إهدأ قليلا يا فتى
فالليل يأتى حاملا معه الكثير
ما من طيور قد نراها
في ظلمه الليل تطير
بل ما نراه هو الهموم
ألم نعانيه نهارا يجتمع ليؤرق القلب الكبير
هذى متاعب يومنا تغتالنا
تتسلل الجدران تفترش المضاجع تحتنا
لتكون شوكا لا حرير
النوم يأتى باسطا كفيه
كجناح عصفور يطير
تجتاحه مثل الرياح همومنا
فيفر هربا فالهموم تخيفه
كظلام ليل يرتعد منه الصغير
إهدأ قليلا يا فتى
النوم ينظر شاحبا
يلقى على كتفيه عباءه الأحلام
وفى خطىْ رقيقة يسير
ويعود وينظر قائلا
أنا لا أحرمه لحظات السكون
بل هى الأحزان سجانا تكون

-2-
النوم ها هو يبتسم
ويعود بخطاه يسير
فأهدأ تعالى كى تنام بلا هموم
فالأمر مولاى يسير
                   

بسم الله الرحمن الرحيم
" فلسفة الفتات "

تقاسموا رغيف
بقلب اللقمة مضغوا أحلامهم
ذابت مع اللعاب
ابتلعوها بيسر
ملأت بطونهم
تحدثوا بأحرف مشدودة الأركان
بأصبع الوتد
أصواتهم *** عيونهم
تخفى جوعا مخيف
أطل من ثقوب ملأت ثيابهم
على جيد الصبى ** تئن مسبحه
ويرقص الذباب على يد العجوز
يداعب لقمة وإصبعا ضعيف
ويستبيح طيفا بألوان الحياه ** يدور حولهم
وثالثهم رجل **أسود " جلس " أكل ***
تناول العصاه ثار على كل شىْ
وصار بلحظة اسدا هرما عنيف ** يثير خوفهم
وهاهما جالسان ** أبدا لا يعبأ
بثورة ولا بالأسد مالهم *** ؟ فجأة وقف الصبى
مضى نحو الرجل تضاحك وانصرف
وجلست العجوز ...  بقايا نخلة ضمرت ثمارها
تقيأت قشوراً  وجف حلقها
سخرت من الرياح .. من حبات اللقاح جاءت تزورها
قالت قد انتهى بالأمس وقتها
وطل ساخراً من أعين العجوز في صمت جوعها

حكايات وأحجية "
قالت عرافة قريتنا
زادتك الأشواق شروداً
صبرا وتمهل لا تعجل فالشوق عنيد
ومن اللهيب المتقد وسط الضلوع إذابها ..
ومضات نور في الربوع زهت بها ..
لاحت لعينيك من بعيد
نورُ ... ودفُ .. مولدً
تحيا به الدنيا وتحيا من جديد
واراك ترجو دفئها
وأراك تنظر عطرها
وتلملم التبر المبعثر حولها
تمضى حثيثاً خلفها
وتعود تسأل ... مالها ؟
ياايها الطفل الذى يلهو بروضة حبها
وعيونك الجوعى بوجهك قد تدلت
ما بين حبات الياقوت بجيدها ...
وهى انبعاث الروح في الجسد الذى
سكن الردى بضلوعه ...فأوى لدفء ضلوععها
وهى الحبيبة .... الحبيبة .. والسكن
ملأت حياتك بالحياة بسحرها
بعد انطواء الليل قد لاحت
وبنسيم الصباح تأرجحت في مهدها
يامن بواديها فتىً والنهر يرويها
وأمضى أمةً برسم بريشتة اللهيب بقلبها
شب الفتى صار الفتى رجلاً يسير بدربها
بني بالحلم مملكةً ... وطار بغير أجنحة
يعمد حلمه بالنور والنور كسوة عرشها
وفى العينين اسئلةً
حكايات وأحجيةً ...
عن الفتيات والصبية
وعن رجل أحب فصار أسطورة
وتحكى عنه أزمنة فماذا عنك ياشيخا
قضى سنوات بحثاً

-2-
ويحمل بين كفيه رفاة العمر
والاحلام معرضة ..
فقل شيئا ولا تخجل وازح ستار الدهشة
امام عينى عجوز تفتح المندل
انشدت لحن الحب ذات مساء
وعكفت تتعبد فغابت واستحال شروقها ؟
ام سرت  دهرا صرت نهراً يبتغيه جمالها ؟
لا... لاتقل احببتها حتى الثماله عشقها
فغدت عيونك فكرةً ... وغدوت من أسرارها
وعنك بكل يوم لاح تحدثت اسرارها ؟
نعم أنا احببتها ....أحببت شمساً
واستحال عن العيون غروبها
صبراً ولا تتعجبى
فلكل مخلوق قضية
ولكل دنيا شمسُها

شهرزاد ( بعد ليال الف )

في اليوم الأول بعد ليال ألف ...
في ساحة قصر غمرتها أضواءُ الشمس
الملك الحائر فى شرفته منذ الأمس ...
يقطعها ذهاباً وإياباً
ويظل يحدق في الآفاق بلا هدفٍ
يطرق في يأس ....
من خلف ستار الشرفه
خرجت تتمايل بخطاها مثل الأغصان
بنعومة نسمات الصبح ...
وقفت شامخة ثائرة مثل البركان
تمتلك القوة كى تبدو هادئة ناعمة
بملامح أفروديت تداعب الآم النفس
رمقته بسهم من عينيها
شق طريقه نحو الملك بلا استئذان
 نظر إليها وبعينيه ألف سؤال
قد أتعبه طول البحث عن علة هذا الشئ بداخله
عن شوق يزداد .... يزداد
يرفضه يخشى أن يصبح أسيَر شهرزاد
أتعبه طول أحاديث يخشى أن يسئمها يوماً
كلماتُ قيلت وكثيراً أرهفت الحس
ليس لها الآن بأذنيه نفس التأثير
ما عادت تفعل ما كانت تفعله أمس
عادت بخطاها تتمايل والآن قد اقتربت أكثر
سألت في همس ... ماذا أخفيت ؟
الملك يحاول أن يخفى ما في داخله ويردد
في غضب يغمرة يأس
ماعاد حديثك يرضينى
ما عاد غناؤك يطربنى
حتى كلماتك أشعارك قد صارت لا تستهوينى

نظرت بهدوء وابتسمت
كالقمر يضئ لنا الدنيا
يمنحنا أغلى الأحلام
قالت وبعينيها أملُ
يقهر فيه شعور اليأس والاستسلام
إبحث مولاى بداخلك عن جزء لا أسكن فيه
إبحث لن تجد بداخلك سوى عمرٍ عشنا نتسامر بلياليه
النفس وإن ضاقت ذرعاً بحديثى فاهدأ لا تقلق
لازالت أنفاسك تظمأ
تبحث عن صوتى حين تنام
إهدأ مولاى ولا تقلق
هذى الأشجار لكى تنمو
نرويها العمر بأكمله من نفس الماء
شمس ساطعة كل صباح
تمنحنا دوما نفس الشئ دفئاً مسبوقاً بضياء
الشمس وإن غابت يوما لا نشعر أنا أحياء
لا تقلق إنى بحياتك
شمس تشرق كل صباح
كى تحياها كل مساء
الملك يغادر شرفته
وبيده يحمل كفيها دون استحياء
ينتظر ويملؤه شوق
لحروف تترك شفتيها
تتسلل كى تصل لقلبه
لتكون من اليأس شفاء ....

- إشارة مرور –
إشارة مرور
وقف الجميع لها احتراماً في سكون
فتناثرت من رأسى الكلمات تهتف
ياليت فومى يعلمون
أنا نعيش بدولة فيها إشارات المرور
تسمو وتعلو قيمة
 عن نفس إنسان تهون
 فبلادنا تضع القواعد صارمه
ومن تخطى إشارة نال العقاب ولا حرج
فنحن يحكم بيننا القانون
أوقف هنالك سائقاً قد سار عكس الإتجاه
وألقه بمكانه وسط السجون
أما عن الساده ... أعاظمنا
قد مرقوا أرض الوطن
باعوه زيفاً في مزاد واشتروا وهماً لنا
فنحن دوماً خاضعون
من أجل خبز للجياع موتى هنالك يسقطون
من أجل سكن أو متاع ضحكوا ومنا يسخرون
قلنا لنا حق الحياه قالوا لنا عجباً بماذا تحلمون ؟
بأن تعيشوا مثلنا ياللعجب
كيف الرعاة مع الرعية يستوون ؟
صاروا رعاة للبقر يقذفون الرعب بين قلوبنا
وصرنا في حظائرهم موتى وبالأموات هم يستمتعون
يأخذون بكل يوم واحدً من بيننا
ليكون قرباناً إلى فرعوننا والبقية ينظرون
وباحتفال مبايعة فرعون وقف الجميع يهللون
فرعون يسأل هامساً كيف حالهم الرعية هاهنا
أهم كما كانوا قديماً يصمتون ؟


نظروا إليه فى عجب
فرعون لا تقلق فالرعية مثلما كانوا ولا يتغيرون
أيامهم متشابهة موتى ولا يتكلمون
أنظر إلى سنواتهم ... أيامهم ما بها هم يفعلون ؟
فيوم السبت للفرعون يلقى خطبه
وهم هناك يصفقون
الأحد هاهو يفتتح صرحاً عظيماً للجياع
وهم له هم يشكرون
وفى الاثنين سقط الصرح فوق رؤوسهم
لا تقنطوا من رحمة الفرعون
وغداً على أشلائكم صرح حديدً قد يكون
وفى الثلاثاء ماذا قد دهاهم ؟
ملأوا الشوارع منذ الصباح
قالو سنشعل ثورةً في ظنهم هل يقدرون ؟
لا تنزعج ياسيدى الفرعون
 فهم جياعُ ميتون
ونحن نمتلك البنادق والسياط
معنا مفاتيح السجون
بالاربعاء والخميس ماذا قد جرى ؟
هم ليسوا أمواتاً كما نعتادهم
ومن بنادقنا هم لا يخافون ؟؟
تعلو وتعلو أصواتهم
برحيل فرعون ورحيلنا هم يهتفون
ومن دوى الصوت تهتز القلوب
فرعون ها هو خائف
الصوت نخر العقل منه كما الجسد
نادى بصوت مرتجف متوسلاً من حوله
أين أنتم تذهبون ؟
لكن أحداً لن يجيب
فجميعهم تحت الجحور جحورهم هم يسكنون


والجمعة تتلوها الجمعه
ملأوا الميـــدان بعدتهم
غزوا الأقطار بثورتهم
من جمعــه غضب لصمود لتحد هم ينتظرون

سقــط الفرعــون بثورتهم
من قالوا عنهم أمواتَ
هم أحياءُ ينتصـــرون

- نجمً في المـــدار –

يا ابن المشاعر بات القلب مهموماً
يجرع كأس حيرته
فاهدأ تمهل وانتطـــر
إن كان ذنباً إننى أبحرت في عينيك سراً
خلف أستار الظلام با أبن المشاعر أعتذر
لكن لماذا أعتذر ؟
والقلب لازال كسابق عهده
بدمائه يبكيك شوقاً بجراحه تزداد ألماً ترتوى
من العينين دمعاً ينهمر
يا ابن المشاعر أعتذر ؟
من شاطئ العمر الذى وقفت لياليه تناديك
وطال الانتظار
أقلعت بسفين من الأشواق قاصدة
درباً بقلبك يحتوى عمرى وأيامى
يكن لظلام دنياى النهار
من قسوة الليل بأيام الشتاء
كطير أثلجت من حوله الدنيا
فررت إليك أرجو فيك دفئاً
إلى دنياك ما أحلى الفرار
وبدفء عينيك الهموم ستندثر
يا ابن المشاعر أعتذر ؟
وجئت إليه في خوف والقلب قد أخذ القرار
وتزينت دنياك في شغفِ ها أنت أيضاً في انتظار وكان من عينيك تطل مشاعرى
وكأن إحساساً بقلبك .. هو ما يجول بخاطرى
وكأننى فيك التقيت النفس والأقدار
تمخضت عنك المشاعر يافتى
فصرت أنت ابن المشاعر

-      نجمً في المدار -
صرت بحياتى كنجم في المدار
أحببتك ما كان ذنباً
ما كان ذنباً حبك أحببتنى كان اختياراً لا اضطرار
ومضيت بدروبك
أعرف الحب فتسمعه كلحن في وتر
والشوق سال كما المطر
يا ابن المشاعر أعتذر ؟
واليوم ها أنت هنا
واليوم ها أيضاً أنا
زادنى الدمع انتصار
فجرحك بسكن القلب
والقلب يأبى الانكسار
فكيف تقول أحببتك
هل تطفئ النيران نار ؟
فمهما تشعل النيران في قلبى
سأظل أنشد بين يديك أشعارى
أعانق فيك أحلام الصغار
هيا بقسوة أبتعد
واغضب وحطم دميتك
فلن أراك سوى صغيرى حين يبكى أو يغار
لا تخش شيئاً فالخريف نراه يرحل بعده
يأتى الربيع وينتصر يا ابن المشاعر أعتذر ؟
أما أنا ..... سأظل أحيا في هواك
فليس لقلبى إلاك إختيار
سيظل قلبى دائماً
يا ابن المشاعر في انتظار ....


-      رأيت الدفء –
في ابتسامات الطيور
في انبهار الموج وصباح غيور
في المرايا والرياح وفى المدن
في الغروب والشمس تهوى فى فتور
وبوجهه طنين أسئلة تدور
أضحى الظلام بعينه أريح جنات وجود
رسم الزمان بمقلتيه شيخوخة الأحلام وقصاصات نور
وسألته .. عن الأحلام في دنياه عن وجه العروس
وعن احمرار الأفق ألوان الزهور
عن طفلة كبرت وأم باكيه
تراه نجماً معتماً في قلب ظلمته يثور
وأمام عينى صامتاً يهز الرأس تدفعنى السطور
أمضى بصوت صامد متسائله
ماذا وإنك لم ترى الدنيا صباحاً باسمه
تلقى بطرف ثيابها الأبيض وتمضى في غرور ؟
ماذا ترى بصباحك غير الظلام ؟
وهل الصباح بعالم الظلمات يمنحنا السرور ؟
والليل فيه همومنا فيه الظلام يخيفنا
وفيه احلام الصغار
 بمرايا سحريه وغباد جنيه
يخرج الأقزام من وسط الزهور
في ليلك ماذا تخبئ من شعور ؟
ظلام الليل يجمعنا سوياً هل تخاف ؟
أم الظلمات تمنحك انتصاراً
كعطور أزهارِ نمت وسط القبور
ومضيت متسائلة أحدق في ملامح وجهه
فأرى السكينة والهدوء وابتسامات تحيرنى
وجرحاً يغمر الجسد اغتراباً ... اغتراب

-      رأيت الدفء –
وغير الصمت أنتظر الجواب
وهمست قائلة .....هل تفكر في الوجوه كما العطور ؟
تتحسس القسمات في وجه
كما تستنشق العطر وتسمع للطيور ؟
وكيف يغدو ال....
فأشار بيديه وقال مقاطعاً ..بلاد الخوف تمنحنا زواياها
وظمأ النفس تخفيه الصدور
ولون الخوف لا يخفى على أحد
 نثر الفتات فالتقطناه جميعا .. ونمت فينا البذور
ونمت وصارت شحرةً يغرد فوقها صمتُ
بصوت يشبه العصفور وقد كسر الجناحان
وأيدى الأفق لا تحمل بقايا الطائر المكسور
ويبقى خافقاً قلبه برعشة حلم هزيل الجناح
كهذا الطير كل صباح .. أظل أنتظر الصباح
 فألمسه شعاع النور
ويمنحنى بلمسته شعوراً لا يساويه لدى شعور
فارى العروس
أرى الزهور
أرى دفئا بأمى أحتمى فيه
غدا بجسدا بثوب رجل
أمد يدى على كتفيه يرشدنى
ويبنى للخطى الحيرى بواديه مئات جسور
فمن ظلمات عينى رأيت الدفء
وأعينكم يزف لها جمال الكون
أكثركم يبدد للجمال قصور
بأنفسنا
بليل قلوبنا نمضى
ونزرع للصباح بذور ...

- لترحل إذن –

رحيلك ليس أخرتى
وحلمك لم يعد بيتى
لا أنت أنت
ولا انا
ولن أرثوك في وقت
لن أرثو حماقاتى
ولن أبكيك ساعات
فما قد ضاع لن يأتى

-      رحيلك كان منتظراً
كموت يأتنا غفلة
ولا مهرب من الموت

- رحيلك لم يكن عجباً

فكم رحلت قطاراتً
وكم ضاعت دواوينً -  بمكتبتى
رحيلك ليس معجزة
فكم رحل النهار بنا
وكم بظلامه ليل يغطى حائط البيت
وكم من زهرة ذبلت
وزهرً غيرها يأتى
رحيلك كان لا شيئاً ... فهيا لا تضع وقتى
لترحل وقتما تبغى فجيش رحيلك المزعوم
ولا تخشاه مملكتى
سأبقى فوق هذا العرش حاكمةً
وتبقى الرياح هادئة
بأودنى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق